بالأمس كنتِ زهرة صغيرة همّها اللعب و المرح ، ترعرعتِ في حضن والديكِ ، وورثت عنهما عادات و طباع ،
واليوم تتخطين عتبة الزواج و تفارقين الجو الذي منه خرجت و تنتقلين إلى وكرٍ لم تألفيه مع أسرة غريبة عنك
بما فيها و من فيها ، يا ترى هل ستحسنين التصرف مع أهل زوجك و على رأسهم أمه "حماتك" ؟!
مع الأسف رسخت العادات و التقاليد و الخلائق الجاهلية ، و سيطرة بعض الأفكار السلبية الشائعة في مجتمعنا
المعاصر ، نوعاً من الكراهية و التوجس بين الزوجة و حماتها ، مما أشعل فيضاَ مسبقا من الحقد و العداء في
أحيان كثيرة يكون دون مبرر يُذكر .
إن الرجل يا عزيزتي يفخر دوماً أمام أهله بأنه انتقى زوجة تحب والدته و تكرمها .
نعم قد تُبتلين بحماة ليست على خلق حسن ، ذات طبع حاد ، لكن قد يكون الزمن عليها قاسيا ، و تعاني قسوة زوج
ربما .. فالتمسي لها الأعذار و لا تتعجلي في الحكم عليها ، و لتدخلي بنية طيبة و ظن حسن.
عزيزتي ،،
إنكِِِ امرأة جُبلتِ بفطرتك على الرفق و الرحمة و التحمل و الصبر ، ولك كنوز من المحبة واللباقة و الخدمة ،
فهلاّ أنفقتيها على أم زوجك " حماتك " هي في مقام والدتك !! إنها امرأة مثلك و ككل البشر تُصيب حيناً و تُخطئ
حيناً ، لها محاسن فلا تتجاوزيها ، و لها معايب تغافليها ولا تتبعيها .
اكسري الحاجز بينك و بينها و ادخليها بالحب ، و اكسبي ودّها ، و احتسبي ذلك نوعا من البرّ تبرين به زوجك .
وهذا بلا شك من أوجب واجبات الزوجة في حق زوجها ، إكرامها أمه و احترامها و تقديرها .
فإن أعظم الناس حقا على الرجل أمه ، فبإحسانك إليها تُحسنين لنفسك أولاً و لزوجك ثانياً.
وتيقني أختي الزوجة أن علاقتك الطيبة بحماتك أكيد أنها من العمل الصالح الذي تتقربين به إلى الله ،
و في الوقت نفسه تكوني زوجة حبيبة إلى قلب زوجها ، فالرجل يا أختي يقدر إكرام المرأة التي تُكرم أمه و تبرها
، إذ ما من شيء أثلجَ لقلبه من أن يرى أواصر الود و الاحترام و التقدير و التواصل معقودة بين زوجه و أمه
خاصة و أهله عامة ،
و ما من شيء أبغض لقلبه من أن يرى تفكك تلك الأواصر و تقطعها .
أختي الزوجة ،،
انزعي من قلبك بذور الحقد و الضغينة و الكيد ، و ازرعي مكانها المحبة و الثقة ،
تقربي منها و عمقي معرفتك بها ، و اسعدي بحسن صحبتها ، شاركيها الحديث ، اسأليها كيف عاشت حياتها
الزوجية و كيف ربت ابنها (زوجك) .
و إن كنت في مسكن مستقل عنها ، فلا تقطعي حبال الوصل و تعاهديها بالزيارة و تفقد أحوالها والتهادي في
المناسبات و في غير مناسبة .
شاركيها في خدمة البيت و اجعليها تلمس منك الحرص على إرضائها و إسعادها .
إياك أن تنافسيها في حبها لابنها ، لأن هذا مما يُفسد العلاقة بينكما .
أحسني التعامل مع حماتك بشيء غير قليل من كياستك و كلمتك الحانية و أدبك و تلطفك ،
و الدفع بالتي هي أحسن ، مستعينة بالصبر على التحمل و التفهم حتى تستطيعي تخطي كل الصعاب التي يمكن أن
تواجهك معها .
و كوني على يقين جازم أن والدة الزوج من ذوي الرحم المطلوب منا الإحسان إليها بما أمر الله عز و جل ،
و لن تكسبي مودتها ما لم تُشعريها أنك ابنتها و تغمريها بالحنو و العطف و المحبة كما تغمر الابنة أمها التي
ولدتها ،
و لا تجعليها بتصرفاتك الغير الناضجة أنك امرأة أتت لتسرق منها فلذة كبدها الذي سهرت على تربيته
و ضحت لأجله ..
يا حماة الغد .. إن إكرام الزوجة لأم زوجها قيمة أخلاقية عالية .. فلنتمسك بها